سيرة أئمة المذابيح الأدارسة الأشراف
الحلقة الثانية .....
سيرة الامام سيدي التومي بن رحمون امام مسجد الحفرة من سنة 1665م الى سنة 1710م
إن تاريخ المذابيح وبالأخص تاريخ الأئمة هناك تاريخ مشوق وجدير بالبحث والدراسة والاعتناء من قبل الباحثين ، وذلك لأن الكثير من تاريخ أئمة المذابيح لم يتعرض للبحث فهو كالمادة الخام التي تنتظر من يزيل عنها غبار الزمن ، وكذلك لأنه تاريخ مشرف سطر فيه المذابيح أئمة وعلماء ما عجز عنه الآخرون ، والتاريخ شاهد على ذلك ، وهناك أسباب أخرى عديدة .
الامام سيدي التومي بن سيدي رحمون .
اسمه ونسبه
سيدي التومي بن سيدي رحمون ين سيدي أحمد بن عبد الله بن العارف بالله سيدي سليمان بن سيدي الشريف المرابط الملقب المرابط بن سيدي عبد الرحمان بن سيدي سليمان بن بالقاسم بن اسماعيل بن سيدي العلامه اشرف بن سيدي محمد بن سيدي اعمر بن سيدي عمران بن سيدي سعيد صاحب قصة تسمية المذابيح احفاد السلطان علي الثاني بن عمر بن سيدي ادريس الثاني احفاد فاطمه الزهراء بنت الرسول عليه الصلاة والسلام .
نسبته وكنيته
نسبته التي اشتهر بها المذبوحي العمراني، نسبة إلى قبيلته المذابيح العمرانيين ، وكنيته التي اشتهر بها: مولاي.
مولده ونشأته
ولد الامام سيدي التومي بن سيدي رحمون في سنة 1615 م ، في بيت يحب العلم ويقدر أهميته، فمنذ نعومة أظفاره أخذ والده (ت 1631) بيده للتلقي عن عدد من شيوخ ذلك العصر، فقد كان والده محدثًا رحالًا نعته أعلام المذابيح بقولهم: "القطب العامر"، ثم قيل عنه: "وكان صدوقًا، عالمًا، بكّر بولده وسمّعه من الكبار"، واستجاز له والده من جماعة من كبار المجيزين في عصره.
هذا فضلا عن أن الضاية بن ضحوة التي ولد فيها كانت مركزًا علميًا عاش فيها جمعٌ من العلماء، ورحل إليها جمع آخر يقول سيدي علي بن سيدي أعمر عن الضاية : "وقد خرج من الضاية بن ضحوه من العلماء والأئمة في كل فن ما لم يخرج من مدينة من المدن وعلى الخصوص علو الإسناد فإن أعمار أهلها تطول ولهم في ذلك عناية وافرة بسماع الحديث وبها من الحفاظ خلق لا يحصون". وقد ذكر الامام سيدي ابراهيم بن سيدي عيسى أن مشايخ المنطقة أجازوا له
طلبه العلم
بدأ سيدي التومي بن رحمون المذبوحي طلب العلم بالسماع على المشايخ، وكان أول سماع له وعمره ثمان سنوات أي سنة 1623 م وكان أول سماع له من مشائخ المذابيح سيدي معمر ين سيدي محمد بن سيدي عبدالله ، وهذا يدل على أنه بدأ السماع في وقت مبكرٍ من عمره. ووافق هذا التبكير في التحصيل همة عالية، ونفس جادة في طلب العلم وجمعه، ويستفاد مما كتبه وصنفه، وبما وصفه به من عاصره ومن جاء بعده أن سيدي التومي كان ذا حافظة قوية ساهمت مع التبكير والجد إلى بلوغ رتبة الحافظ المتقن.
رحلات الامام سيدي التومي المذبوحي في طلب العلم
رحل سيدي التومي امام المذابيح ومسجد الحفرة في عصره في طلب العلم وعمره عشرين عامًا في سنة 1635، ولم تذكر المخطوطات و التراجم التي بحوزتنا نصوصًا واضحة لرحلاته وتواريخها، ولكن يؤخذ من سيرته أنه قد سمع الحديث عن بعض شيوخه في بلدانهم، فرحل إلى فاس ومكناس وفكيك . ويظهر من اتساع راويات سيدي التومي وكثرتها، وكثرة شيوخه، وتلامذته الذين أخذوا عنه ؛ أنه قد رحل إلى بلدان أخرى غير ما ذكر.
شيوخ سيدي التومي بن رحمون
أبرز من لقيهم سيدي التومي وأكثر من الرواية عنهم: سليمان بن أحمد بن عيسى ، سيدي القاسم بن سيدي محمد ، الشيخ سيدي خطار
ومن أبرز تلاميذه
الخطيب محمد بن سيد جعفر ، الحسن بن مسعود ، سيدي أحمد بوقبة
مكانة سيدي التومي بن رحمون
كان لطلب العلم لسيدي التومي المذبوحي في حداثة سنه، وسماعه من عدد كبير من الشيوخ في رحلته التي رحل إليها، وطول العمر الذي أوتيه أثرًا كبيرًا في جمعه للحديث حتى بلغ مرتبة عالية في العلم والمعرفة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأثمر ذلك كله مكانة علية، وثناءً حسنًا عند من جاء بعده من العلماء الذين عرفوا قدره وعلو منزلته، وسعة علمه،فجاءت منهم شهادات تزكية وثناء عاطر لما وصل إليه من علم بالسنة وعلومها، ولما قام به من تصنيف حسن، وجمع كثير لحديث النبي صلى الله عليه وسلم.
وأصبح العلامة سيدي التومي بن رحمون من جملة أهل الحل والعقد في عرش المذابيح الأدارسة ؛ وبفضله أعيد بناء مسجد الحفرة بعد أن كان يشبه الحفره (الطابق الارضي) حيث ردم الطابق الأسفل وكان له دور بارز صلح النزاعات العشائرية , بعدها أختير اماما لمسجد الحفرة سنة 1665م وتألق الامام رحمة الله عليه خلال فترة إمامة مسجد الحفرة ، وحظي بمكانة مرموقة ، من طرف كل ساكنة غارداية وتولى بعد ذلك الامام قيادة عرش المذابيح لأكثر من 45 سنة ,حَتَّى وفاته بها في سنة 1710م ودفن ببريان ، وقبره معلوم على شكل قبة صغيرة
إن الغاية من كتابة هذه السيرة هو إظهار دور العلماء المذابيح وإسهاماتهم في الحياة الثقافية والاجتماعية وتلقي الضوء على علاقات التواصل بين علماء المذابيح والمجتمع قديما .
رحم الله امام المذابيح سيدي التومي بن رحمون
المرجع ......
نسخ من مخطوط الاجداد متوارث العدد 03 سنة 1715م
نسخة من نسب سيدي الامام التومي بن رحمون العدد01سنة1730