الأستاذ و المجاهد : عبد الله بن بوبكر زرباني

**/ الأستاذ و المجاهد : عبد الله بن بوبكر زرباني " 1930 ــ 2015 " /**
رمز من رموز العلم و الجهاد و الوطنية ، و بفضله و عونه اقتحمت ميدان الوعظ و الإرشاد إنطلاقا من المسجد العتيق ـ خالد بن الوليد ـ إذ أذكر أوّل موضوع قدّمته في حياتي كان بتوجيهه و تصويبه ، و ذلك في شهر ربيع الأنوار بمناسبة إحتفالية المسجد بولد خير البرية ـصلّى ـ و منذ ذلك الوقت حبّب إليّ المسجد و النشاط فيه .
هذا أول رمضان يغيب فيه عنّا تاركا فراغا كبيرا في نفوسنا ، اشتاق إليه كرسي الدروس الرمضانية ، و درس الجمعة بمسجد خالد بن الوليد ، و الذي كان مواضبا عليها إلى آخر أيام حياته ، نسأل الله العليّ القدير أن يسكنه فسيح جنّاته مع النبييّن و الصدّيقين و الشهداء و الصّالحين و حسن أولئك رفيقا .
إنّ معرفتي بالأستاذ و مجالستي له خاصة في السنوات الأخيرة جعلتني أستنبط مراحل أربع من حياته يمكن تلخيصها في التّالي :
1 ـ مرحلة التعلّم و التي بدأت بحفظ كتاب الله كاملا على يد " الطالب اسماعيل بوحميدة " رفقة مجموعة من أترابه مثل : إبراهيم بوحميدة ـ سعد غريقة ـ الجيلالي حشاني ...توّجت هذه المرحلة في أربعينيات القرن الماضي 1940 بالتتلمذ على يد فضيلة العلاّمة " فيلالي محمّد الأخضرّ ، و تنتهي هذه المرحلة بالرحلة العلمية التونسية سنة 1947 و التي كانت تتويجا لفترات التحصيل العلمي .
2 ــ مرحلة الجهاد ضد الإستدمار الفرنسي ، فكان للزاد العلمي دور فعّال في تشكيل شخصيّة الأستاذ الوطنية و الغيوررة على وطنها ، هذه الثقافة جعلته ينظر إلى فرنسا على أنّها دخيل يجب اجتثاته من على أرض الجزائر ، فأبلى البلاء الحسن أثناء الثورة التحريرية ، فكان ينسّق ، و يجمع الإشتراكات ، و ينقل المؤونة للمجاهدين ..ممّا عرّضه لسجن عدّة مرات منها سجن الأغواط الذي مكث فيه مدّة طويلة ، و ظلّ جهاده مستمرا إلى غاية الإستقلال سنة 1962 .
3 ــ مرحلة ما بعد الإستقلال و التي انتقاله إلى سلك التربية و التعليم أستاذا للغة العربية في المرحلة المتوسطة ، و ينهي مشواره مديرا في عدّة مؤسسات منها المنيعة و آخرها زلفانة ، و تخرّج على يديه العديد من إطارات المجتمع ، و للأمانة كان للأستاذ عبد الله الدّور الأساس في فتح مالتعليم المتوسط بضاية بن ضحوة ، إذ كان ينقل الأساتذة بسيارته الخاصة لصعوبة المواصلات و قلذتها حينئذ ، في هذه المرحلة كان يلقي الدروس المسجدية بكل من المسجد العتيق بالضاية و مسجد أبي ذر الغفاري بالضاية .
4 ــ مرحلة التقاعد و التي عرفت نشاطا جديدا للأستاذ عبد الله ، حيث بدأ النشاط و التدريس بمسجد خالد بن الوليد ، و تقلّد مسؤولية الإشراف على المسجد بعد وفاة الشيخ الجيلالي ، فكان الأب الروحي لنا جميعا و الذي استطاع تغطية الفراغ الذي تركه الشيخ الجيلالي ، هذه المرحلة كانت عهدا جديدا ، تعلّمنا منه الكثير ، و ملازمتي له جعلته يوصيني دوما بالمسجد حتى أحسست بعدها أنّه حمّاني المسؤولية التي بلّغها إلينا بأمانة .
رحمة الله عليه .
من اعداد الاستاد//عبد القادر أولادعبد الله
الأستاذ و المجاهد : عبد الله بن بوبكر زرباني 15078810

الأستاذ و المجاهد : عبد الله بن بوبكر زرباني 15078810

» زرباني محمد
» الحياة الدنيوية لصفوة خلق الله محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه
» المجاهد غراسلية
» المجاهد بوحميدة بشير
» الإمام و المجاهد : عزوز مسعود