وترقب المصريون بشغف بالغ نتائج القرعة التي أسفرت عن تصنيف الفريق المصري ضمن المجموعة الثالثة التي تضم إضافة لمصر، الجزائر وزامبيا وروندا، وعقب الإعلان عن نتائج القرعة خرجت الجماهير بالسيارات للشوارع تحفها حملة إعلامية كبيرة روجت لها القنوات الرياضية والصحف المصرية، التي تواصل حتى الساعة عملية شحذ جماهيري كبيرة.
وركزت وسائل الإعلام المرئية والقنوات الرياضية المصرية على اللقاء الجزائري - المصري، واصفة إياه بأنه مفتاح الوصول لجنوب إفريقيا، إلا أن جميع تحليلات النقاد والمعلقين المصريين اتسمت بالتفاؤل المفرط، وأكدت أن المصريين سيتغلبون على الجزائر في استاد القاهرة بنتيجة عريضة، وأن أبسط شيء سيحصل = عليه حسن شحاتة من ملعب 05 جويلية هو التعادل، إن لم يكن الفوز بهدفين مقابل صفر، وفي الوقت الذي تغيرت فيه الخريطة البرامجية للقنوات الرياضية المصرية تماشيا مع الحدث، خرجت جميع العناوين الصحفية المصرية بمانشيتات عريضة تهنئ الشعب المصري بالوصول لنهائيات كأس العالم بعد غياب دام 18 عاما.
لاعبو الصف الثاني "سيسحقون" المنافسين
ومن جانبه وصف الخبير الرياضي المصري "علاء صادق" منتخب بلاده بالمحظوظ بسبب القرعة ووقوعه في المجموعة الأسهل على الإطلاق حسب رأيه، معتبرا أنها تضم أضعف ثلاث فرق افريقية وهي روندا وزامبيا والجزائر، وأكد "صادق" أن القدر خدم المصريين بشكل يفوق اختياراتهم، وأن الفريق المصري لن يتصدر فقط مجموعته وإنما سيحصد من 16 إلى 18 نقطة في هذه التصفيات، في الوقت ذاته نفى "صادق" في تصريحاته التي نشرتها جريدة "الكورة" المصرية صباح أمس وجود تأثير للخلافات داخل اتحاد الكرة المصري، خاصة مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة به على مسيرة الفريق المصري في التصفيات، قائلا: "هذه مسألة منتهية وبإمكان الصف الثاني لمنتخب مصر الحالي إنجازها وحجز بطاقة التأهل لمونديال جنوب افريقيا".
أما فاروق جعفر، المدير الفني لنادي طلائع الجيش المصري، فقد أكد أن الفرق الإفريقية حاليا تخشى الفريق المصري بطل افريقيا، معتبرا أن مصر قادرة على التأهل لكأس العالم بغض النظر عن الفرق التي وقعت معها في المجموعة، وتوقع "جعفر" أن يراجع حسن شحاتة المدير الفني للفريق المصري موقفه الرافض لانضمام بعض اللاعبين وعلى رأسهم محمد بركات ومحمد زيدان وجمال حمزة للمنتخب بسبب عدم التزامهم أو خلافاتهم معه الفترة الماضية، ليس لأنه مضطرا لذلك، ولكن لأن هؤلاء اللاعبين أبدوا مؤخرا استعدادهم للالتزام، ورغبتهم في المساهمة في حلم الوصول إلى مونديال جنوب افريقيا.
أصوات العقلاء تحذر من خطورة الفريق الوطني الجزائري
لكن موجة التفاؤل والعواطف اصطدمت بأصوات متزنة، حذرت من مغبة الحسابات الخاطئة، ففي الوقت الذي اعتبر نقاد الرياضة المصريون أن حظوظ بلادهم في التأهل كبيرة، لكنهم حذروا من الإفراط الإعلامي في التفاؤل والاستهانة بالفرق المنافسة أو التقليل من شأنها اعتمادا على النتائج والتقديرات التاريخية.
فقد حذر رئيس تحرير الأهرام الرياضي "إبراهيم حجازي" من الإفراط في التفاؤل، ورأى أن القرعة خدمت مصر ووضعتها في مجموعة متوازنة وجيدة ومنحتها أكبر فرصة في تاريخها للتأهل للمونديال، لكنه حذر من الإفراط في التفاؤل سواء من جانب الإعلام أو لاعبي ومسؤولي الفريق المصري.
وقال: لا اطمئنان في الكرة إلا بانتهاء آخر مباراة بالتصفيات، مشيرا إلى أن الجزائر تعيش فترة تراجع كروي منذ سنوات، لكن هذه التصفيات ربما تكون انطلاقة جديدة لها، وربما تحدث مفاجأة تصعق الجميع.
اللعب على وتر فقدان الجزائريين الثقة بنفسهم
وفي خضم هذه الأحداث بدأت الحرب النفسية مبكرا، وبدأ خبراؤها يعدون عدة الجولات القادمة، فالكاتب الرياضي المصري "سامح سعيد" استهان لأبعد مدى بالفريق الوطني قائلا: أنا مع المتفائلين بمشوار الفريق المصري في التصفيات وقدرته الكاملة على حسمها لمصلحته والفارق بينه وبين كل منافسيه شاسع، لكن علينا ألا نقلل من هذا الفارق بعاملين يحاول الفريق الجزائري استغلالهما.
العامل الأول هو تهوين الجزائريين بنفسهم من قيمة منتخبهم وهي حرب نفسية نجحت من قبل مع منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية بتونس 2004 بقيادة نفس المدرب رابح سعدان، وهدفها تخدير لاعبي مصر، لكني أرى عدم نجاحها نظرا لطول التصفيات ولأن مباراة مصر مع الجزائر بالجزائر لن تكون أولى مباريات التصفيات.
العامل الثاني هي تضخيم الفريق المصري ومن خلال النقاد لمباراة الجزائر وتناسي المباريات الأخرى، فنعطي للخصم حجما أكبر من حجمه الذي أرى انه لا يزيد بأي حال من الأحوال عن فريق الكونغو الديمقراطية الذي هزمناه بملعبه وهي النتيجة الطبيعية لمباراة مصر والجزائر في الجزائر لو سارت الأمور طبيعية تحكيميا وجماهيريا، وأنا الآن أشم رائحة كأس العالم الذي أرى منتخب مصر فيه ولا أريد أن أستبق الحدث وأقول تألق مصري بكأس العالم حتى لا نضع العربة أمام الحصان، فلنتأهل أولا وبعدها سيكون لكل مقام مقال.
وصفة المصريين للتغلب على منافسيهم
ووضع عدد من الخبراء الرياضيين المصريين لائحة شروط يجب توفيرها بأقصى سرعة قبيل بدء التصفيات، معتبرين إياها السبيل الوحيد للتأهل لتصفيات كأس العالم، وهذه الشروط هي:
- حملة إعلامية كبيرة في جميع وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء لمساندة اللاعبين والجهاز الفني المصري، مع ابتعاد الجميع عن تصفية الحسابات والمصالح الشخصية.
- أن يشرع الجهاز الفني المصري والمدرب "حسن شحاتة" بالدفع بعناصر جديدة باعتبار أن هناك عددا كبيرا من اللاعبين المصريين أعمارهم كبيرة، وأن الفريق المصري بحاجة إلى عملية تجديد وإحلال لمواصلة مشوار طويل يستمر حتى شهر جويلية 2010.
- أن يحسم أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم المصري الاختيار خلال عملية الانتخابات المزمع انعقادها في 28 نوفمبر القادم وان تعمل المجموعة المنتخبة من أجل صالح الكرة المصرية.
ومن الواضح من خلال هذه التوصيات أن المصريين تجاوز تفكيرهم مرحلة التصفيات المقبلة لينصب تركيزهم على مباريات كأس العالم بجنوب إفريقيا...