abouhamida
عدد الرسائل : 346 السٌّمعَة : 0 نقاط التميز : 22 تاريخ التسجيل : 07/07/2008
| موضوع: الدراسات العليا في الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية الخميس سبتمبر 18 2008, 15:29 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
خلاصة عن الدراسات العليا في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية
بقلم الدكتور السيد محمد علي الشهرستاني
تعريف الدراسات العليا:
مراحل الدراسة بصورة عامة تنقسم إلى أربعة مراحل تبتدئ من الابتدائية ثم الدراسة الثانوية وبعدها الدراسة الجامعية وتنتهي بالدراسات العليا.
في المرحلة الابتدائية يتعلم الطالب القراءة والكتابة ومبادئ العمليات الحسابية وشيء قليل من مبادئ الجغرافيا والتاريخ وحينما ينتقل إلى المتوسطة يُعلم الطالب بعض المعلومات الثقافية العامة بحيث تؤهله لمعرفة ألف باء العلوم المختلفة، وحينما ينتقل إلى الدراسة الثانوية، تأتي محاولة فرز الطالب لاختصاصه، أي استعداده واتجاهات طموحه المستقبلية، والى هذه المرحلة يتكون التعليم من أسلوب خطابي إلقائي، يعلمه المدرس للطالب، وعلى الطالب أن يتقبله تعبداً، وبدون اعتراض أو جدل، لأنه لا يمكن للطالب إدراك معرفة الأسباب والعلل والمباني والأصول، وهذه المرحلة في الحقيقية هي المرحلة الإلزامية الضرورية، والمتحتمة على أي إنسان.
أما المرحلة الثالثة وهي المرحلة الجامعية والتي تكون عادة في أربع سنوات إلى مرحلة البكالوريوس، وهي مرحلة البداية في العلوم (Bachelor of Science) وهي مرحلة دخول الاختصاصات العامة، للمباشرة بتعلم العلوم المختلفة كل حسب اختصاصه العام الذي يريد أن يختص به.
في هذه المرحلة يتغير الأسلوب التعليمي نسبياً، إذ يجب على الأستاذ أن يعلم بأنه مُكلف ببيان الأدلة والبراهين، والعلل والمبادئ لكل ما يعلمه، وما ينقله إلى ذهن الطالب من المعارف والمعلومات، وعلى الطالب أن يعلم بأن الذي يتعلمه يجب أن يكون عن قناعة ويقين، ولذا لا يكتفي بمحاضرة الأستاذ أو المنهج المقرر فحسب، بل يجب عليه أن يراجع المصادر الأخرى، ويكون من رواد المكتبات العامة والخاصة، للاستفادة من الكتب الأخرى في الموضوع الذي يريد متابعته، ويتسلح بالأدلة المقنعة له، كما يجب مناقشة أستاذه في كل ما يقصر عند فهمه للاقتناع به.
أما المرحلة الرابعة، وهي مرحلة الدراسات العليا، وهي بيت القصيد، في هذه المرحلة يجب بذل غاية الجهد في التفحص والتعمق لمعرفة جذور الحقائق والعلوم والبحث والتفتيش عن جميع الآراء والنظريات، والقوانين والأحكام، ووجهات النظر والاجتهادات، وثم تنسيقها وتبويبها ونقدها وتنقيحها، ونتيجةً لهذا الجهد، الخروج بآراء أو رأي جديد، أو حل مسألة لم يسبق حلها من قبل، أو كشف حقيقة ضائعة لم يتطرق إليها أحد، والخروج برأي اجتهادي يتمكن الباحث إثباتها لمن سبقه من الباحثين والمحققين، بدليل علمي رصين، أو برهان منطقي مقبول.
هذه هي الدراسات العليا والتي تسمى في بعض الأحيان وعند بعض أهل العلم بمرحلة الاجتهاد، فان كانت المرحلة الأولى والثانية، تقبل العلوم والمعارف بالتعبد، والتقليد، بلاشك ولا ترديد، والمرحلة الثالثة طلب العلوم والمعارف إلى مرحلة القناعة واليقين، في هذه المرحلة يجب الخروج بآراء جديدة تتمتع بالأدلة الدامغة التي يتمكن بها صاحب الرأي إقناع الآخرين بما يقوله ويدعيه، هذه هي رسالة الدكتوراه والدراسات العليا.
الهدف من الدراسات العليا
ما من إنسان في الحياة إلا ويحاول في حركاته وسكناته، الاتجاه إلى أمرين أساسيين، أولاهما الخوف، وثانيهما الرجاء، فالجاهل بفطرته والعالم بعلمه يهربـان مما في الحياة من عوامل البـؤس والشقاء، أو السقم والبلاء، ويحاول الباحث بكل إمكاناته التحرك في مدارج التقدم والتفوق، رجاء الوصول إلى حياة افضل وراحة اكثر، وهذه هي الحضارة الإنسانية المتمثلة في حركة الإنسان على سلم الكمال والاستفادة من النعم المسخرة له في الحياة، والعمل بالمثل والقيم الإنسانية التي تميزه عن غيره من الموجودات، جنباً إلى جنب حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة. فان انحصرت بواحدة منها كان الشقاء وان اكتفت بالأخرى كانت الهمجية وشريعة الغاب.
هذه هي بداية الحركة، وللوصول إلى الهدف كانت المسيرة الكبرى من قبل مفكري البشرية وفلاسفتها، وعلمائها، والباحثين والمحققين، وثم المكتشفين والمخترعين، وهم يحاولون التحري عن الحقيقة والجذور والعلل والأسباب، ليضعوا المباني والأصول، والمساطر والمقاييس والنماذج الإرشادية والمعايير. ولكن كانت المشكلة والمأساة في ذلك، وهذه الحركة هي التي أدت إلى الصراعات والنزاعات فتضاربت الآراء وتعارضت الحلول وتصادمت النتائج وتباينت الأطروحات. فكانت الكوارث بدل الحلول والصدام بدل الحوار.
وللاستفادة من خيرات الطبيعة في الوجود واستغلالها، وكذا الوقوف على قيمة المثل الإنسانية للعمل على مـا يوجب راحة البال وارتياح النفس، يستلزم معرفة مـاهياتها وجواهرهـا وخواصها وأبعادها، علاقاتها وروابطها، وما إلى ذلك.
إن هذه المسيرة الكبرى التي سارها المفكرون والفلاسفة والعلماء قديماً وحديثاً، بدلاً من أن يخرجوا بنتيجة واحدة، ويقدم للبشرية منهجاً موحداً، نراهم كأشعة الشمس يتجه كل منهم إلى زاويته الخاصة. ويبقى المستفيد في العصور المختلفة وحتى في الزمن الواحد تائهاً لا يعرف إلى أية زاوية يتجه وفي أية مسيرة يسير، فكان الضياع، وذهبت الجهود هباء مع الريح.
كانت هذه هي نتيجة المسيرة البشرية والمنهج العقلي لو صحّ التعبير، أما مسيرة الإلهي واتباع الشرائع السماوية فان سلموا من تعدد المرجعيات في الأصل، وتوحدت القوانين والأنظمة والدساتير الهادفة إلى استثمار الطبيعة المسخرة، والمثل العليا الضامنة لراحة النفس، وسلامة الروح. ولكن تبقى تحت رحمة صحة النقل ودقة الفهم ودرك المراد. ويبقى الضياع والصراع دوماً ودائماً.
ومن هذا وذاك جاءت الدراسات المعمقة في مرحلة الدكتوراه والاجتهاد لتحل هذه الأزمة، فكان منهج البحث والتحقيق عما قيل وقال، والتحليل والنقل لما فهموا وما نقلوا، والرجوع إلى الدليل والبرهان لتمحيص الحق عن الباطل، والخطأ عن الصواب. جاءت الدراسات العليا لبذل غاية الجهد في المعرفة والاستطلاع، والتحرك خطوة بخطوة، في مراحل التحقيق، والبحث والتحليل، والنقد والتشكيك، ووضع كل شيء تحت المجهر ومعدات المختبر، بدون ملل ولا ضجر، والتحرك الدائم بين أطراف النـزاع، وسهر الليالي بين الأقوال والآراء، للوصول من مرحلة الثبوت إلى مرحلة الإثبات. ومرحلة الشك إلى مرحلة اليقين.
كل ذلك للوصول إلى ما يمكن تقديمه للأمم والشعوب علمائها ومتعلميها للخلاص من الضياع والهلاك والمتاهات والانحراف. هذا هو الهدف من الدراسات العليا والعلوم المعمقة.
مواضيع البحث في الدراسات العليا
تعتبر مواضيع البحث هي الغاية والهدف في الدراسات العليا، فكما أشرنا في البند السابق (الهدف من الدراسات العليا)، يجب أن يكون عمل الباحث حول موضوع حيوي يمت بصورة مباشرة للشؤون الحياتية ويعالج مشكلة أساسية من القيم والمثل وبصورة عامة في نطاق باقي العلوم الإنسانية أو يقدم جديداً أو يحسّن نتاجاً أو بحثاً موجوداً.
مع الأسف الشديد حينما نستعرض المواضيع التي طرحت للدراسة في مرحلة الدراسات العليا إلى الآن نرى عدداً كبيراً منها تناولت الدراسة في كتاب، أو شخصية، أو أسلوب كاتب، أو مؤلف أو تعريف مدينة منسية، أو قضية فرعية، وما شاكل ذلك.
ولكن لا تزال المكتبة الإسلامية مفتقرة إلى بحوث معمقة أكاديمية لشؤون اجتماعية وعقائدية واقتصادية وتربوية وما شابه ذلك وفي القضايا الحياتية لا تزال أمور حيوية وأساسية وجوهرية كالشؤون السياسية، والحياة الزوجية، والصلات الدولية، والعلاقات التجارية، والمالية غير مدروسة وغير محلولة، خاصة في عالم المتغيرات، والمستجدات والمتطورات، ناهيك عن الدراسة والتحقيق في النعم الكونية، والطبيعية الكامنة، الغير معروفة، والتي أدت إلى الاكـتـشافات والاختراعات، والتقدم التقني والتكنولوجي، الذي تمكن الغرب أن يحرز بها تقدمه وتفوقه وهيمنته وجبروته.
تتغير أنظمة الدول وهيكلتها، على اثر الثورات والانقلابات الدموية او السلمية، وتغير دساتيرها، وتدعي تصحيح قوانينها وأنظمتها، ولكن لأنها لم تكن مدروسة من قبل، ولم يكن الانقلابي والثائر، قد أعدها سلفاً، يُطبل ويزمر ويسب ويلعن ما كان قبله، ويقوم ولا يقعد، ولكنه مع الأسف الشديد حينما يقعد، ويستقر نراه قد جلس على نفس المقاعد السابـقـة، والأنظمة الرائجة، والأغلاط السالفة، كل ذلك لأنه لم يتمكن الحصول على الدراسات الصحيحة، والبحوث العلمية، والرسائل الأكاديمية، التي تحل مشاكله العالقة، وشؤونه الإدارية، وقضاياه المالية، وصلاته الدولية، وأموره الاجتماعية، وما إلى ذلك.
من كل ذلك نستنبط أن مواضيع البحث في الدراسات العليا هي الأساس في دراسات الدكتوراه، وعلى الطالب الباحث، والجامعة بجهازها العلمي، أن يشتركا في انتخاب موضوع البحث.
الطالب أدرى من غيره بكفاءته واهتمامه وتخصصه وتجربته، لذا يجب أن ينتخب في إطار ما تكلمنا عنه، وضمن اختصاصه ما يراه قادراً على أداء حقه من المواضيع، والجامعة بأساتذتها وخبرتها ومعرفتها للمواضيع المناسبة، والتي أهملها الآخرون، أو البحوث المكملة لما بحث من قبل، تقرر انتخاب الموضوع المفضل من بين المواضيع الثلاثة المطروحة من قبل الطالب، أو تقترح عليه بحثاً ضرورياً يفتقر النظام إليه. وتحتاج إليه المكتبة الإسلامية.
الطلاب المؤهلون للدراسات العليا
على خلاف ما في أنظمة التعليم والتعلم المتداولة في العالم، بالنسبة لقبول الطالب في مرحلة الدراسات العليا، مباشرة بعد إكماله الدراسة الجامعية في مرحلة البكالوريوس، نحن نفضل ان تكون فترة تجربه عملية للطالب في هذه المرحلة، لتكون له ممارسة في الشؤون التطبيقية في حياته اليومية، وبهذا يمكنه الحصول على الخبرة التطبيقية مما تعلمه في دروسه، وإذا دخل مرحلة الدراسات العليا يتمكن في بحثه وتحقيقه، مؤهلاً لمزج الشؤون الحياتية بالقيم العلمية فيكون البحث ثرياً ناضجاً.
والعكس في ذلك يصدق في الباحث، والكاتب والمؤلف، وصاحب الممارسة والتجربة العملية لسنوات طوال، وان لم يكن قد سلك المسالك والمراحل الكلاسيكية، كطلاب الحوزات والدراسات الخاصة وغيرها.
والى هذا ذهب النظام البريطاني في قبول الطالب في مرحلة الدراسات العليا وسمى هؤلاء بـ (Mature Student) أي الطالب البالغ. وذلك لان طبيعة الدراسات العليا تختلف عما دونها من الدراسات الأخرى.
أما الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية فإنها تأخذ بنظر الاعتبار في قبول الطالب نفس الطريقة المتبعة في الأنظمة العالمية، لأنها لا تريد خرق الإجماع، ولكن تحاول أن تنبه الطالب الشاب إلى النقاط الأساسية التي يجب عليه أخذها بنظر الاعتبار، وتحاول أن تختبره بتقديم منهج البحث وبيان المصادر التي سوف يرجع إليها في بحثه.
والطلاب الذين كانت لهم التجربة العملية في الحياة تكون لهم الأولوية والأفضلية في القبول بعد تقديم خطة البحث وقرار المجلس العلمي للجامعة. لتوفر التجربة والتطبيق إلى جانب الدرجة العلمية.
كما لا تهمل الجامعة قبول الحوزويـين والمـؤلفين والباحـثـين الذين لم يسلكوا المراحل الكلاسيكية من الدراسات الحديثة وذلك حسب الشروط التالية: أ - | أن يكون طالب التسجيل في الدراسات العليا قد ألف أو كتب على الأقل كتابين مطبوعين. | ب - | أن يقدم رسالة من قبل أستاذين من الأساتذة الجامعيين أو مدرسي الحوزة تثبت دراساته الحوزوية أو كفاءته العلمية التحقيقية. | ج - | أن يجتاز الاختبار الذي تعينه الجامعة. | د - | .أن يوافق المجلس العلمي للجامعة على قبوله. |
بهذه الصورة يمكن للطالب الحـوزوي أو البـاحـث والمـؤلـف الذي لا يحمل شهادة البكالوريوس، التسجيل في هذه الجامعة، في مرحلة الدراسات العليا. | |
|
abouhamida
عدد الرسائل : 346 السٌّمعَة : 0 نقاط التميز : 22 تاريخ التسجيل : 07/07/2008
| موضوع: رد: الدراسات العليا في الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية الخميس سبتمبر 18 2008, 15:31 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
خلاصة عن الدراسات العليا في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية
القسم الثاني
مرحلتي الدراسات العليا MPhil و PhD
تنقسم الدراسات العليا في المناهج العالمية إلى ثلاثة أقسام
القسم الأول:
مرحلة الماجستير (MSc) أو (MA) وفيها الدراسة تنقسم إلى برامج تعليمية لدروس مفصلة حضورية تشكل حوالي 50 ? من الساعات المقررة، و50 ? من الساعات المقررة الأخرى لإعداد رسالة أو مشروع التخرج وكل ذلك في سنتين، ويمنح الطالب بعد تخرجه منها وإكماله لها درجة MSc أو MA ماجستير.
وبعد ذلك يتمكن أن يستمر في مرحلة الدكتوراه على المنهج المذكور 50 ? من البرنامج دروس يجب أن يحضر فيها الطالب إلى الصف و50 ? بحوث ودراسات معمقة لتقديم شيء جديد وهذه تكون في ثلاث سنوات وبعدها مناقشة الرسالة من قبل ثلاثة أساتذة وفي حالة قبوله يمنح إجازة الدكتوراه PhD.
القسم الثاني:
مرحلة الماجستير والدكتوراه أيضاً، ولكن في مرحلة الماجستير 50% برامج كلاسيكية ومحاضرات موسعة والنصف الآخر بحوث لإعداد رسائل الماجستير، وبعد إكمال هذه المرحلة يخضع الطالب للمناقشة من قبل أستاذين أو ثلاثة أساتذة فان قبل في هذه المناقشة والامتحان التحريري يمنح شهادة (MSc) أو (MA) ويمكنه الانتقال إلى مرحلة PhD الدكتوراه أو الاكتفاء بذلك.
وفي مرحلة الدكتوراه تحت إشراف أستاذ أخصائي يستمر من البداية إلى النهاية بالبحث والتحقيق للخروج بنتيجة جديدة أو نتائج جديدة تنعكس في رسالته التي تناقش من قبل لجنة المناقشة والمكونة من ثلاثة أساتذة الأستاذ المشرف وأستاذ مناقش من الجامعة وأستاذ من جامعة أخرى وفي حالة قبوله يمنح الطالب شهادة الدكتوراه (PhD) .
القسم الثالث:
وهو النظام المتبع في بريطانيا وبعض الدول الأخرى وهو النظام الّذي نتبعه في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية والذي يسمى بنظام الـ(MPhil - PhD).
ينقسم هذا النظام إلى مرحلتين المرحلة الأولى مرحلة الـ(MPhil) وهي على الأقل سنة بعد مرحلة البكالوريوس والحد الأعلى سنتان، والمرحلة الثانية مرحلة الدكتوراه (PhD) وهي على الأقل سنتين. والحد الأعلى ثلاث سنوات ويمتاز هذا النظام عن القسم الأول والثاني بأن الدراسة فيها من البداية بحث وتحقيق، ومناقشة وتحليل، يعمل فيها الطالب جنباً إلى جنب مع الأستاذ في إرشاداته وتوجيهاته، وان كان هذا لا يعني أن يكون الأستاذ المشرف مع الطالب في بلد واحد، أو مكان واحد لان العالم قد صغر اليوم، ووسائل الاتصال والمكالمة والمخاطبة والمناقشة بفضل التطور التكنولوجي أصبحت على أتم ما يكون، فالطالب يتمكن أن يكون على تواصل كامل مع أستاذه المشرف مهما بعدت المسافات، وعندما يقتنع الأستاذ المشرف بأن الرسالة في هذه المرحلة جاهزة للمناقشة، يقدم اقتراحاً إلى قسم الدراسات العليا في الجامعة يطلب فيه تشكيل لجنة المناقشة، وإذا وافقت لجنة المناقشة على رسالة الطالب، واقتنعت من أن الطالب قادر على الاستمرار في مرحلة الدكتوراه، تسمح له الجامعة بـالاستمرار وإذا لم تجد فيـه قدرة على تقديم الجديد، والبحث المعمق، تكتفي بمنحه شهادة الـ MPhil ومعناه ماجستير فلسفة.
وفي مرحلة الدكتوراه والتي لا تقل عن سنتين من البحث والتحقيق والتحليل، بإشراف الأستاذ المشرف، وباقتراح من الأستاذ يشكل قسم الدراسات العليا لجنة جديدة من أستاذين للمناقشة وفي حالة قبول البحث بدون عيب ونقص يمنح الباحث شهادة الدكتوراه PhD والتي معناها الاجتهاد في الفلسفة. (فلسفة الموضوع الذي عمل عليه الباحث).
الأعمال المطلوبة في مرحلة الـ(MPhil)
في هذه المرحلة والتي هي مرحلة الإعداد وجمع المواد الأولية لبحث الدكتوراه وبعبارة أخرى هي بمثابة إعداد المواد الغذائية الأولية لطبخ الغذاء أو إعداد المواد الإنشائية للبناء، يجب على الطالب الباحث في هذه المرحلة الأولى البحث والتنقيب عن كل ما كتب حول موضوعه من الكتب، وما نشر حول بحثه من مقالات علمية في المجلات الدورية المحكمة، ودراسة ما في الحياة العملية من تطبيقات، وممارسات، وما أجريت في المختبرات ومراكز البحوث من تجاريب عملية، (إن كان بحثه فنياً أو تكنولوجياً) حتى يكون على بصيرة مما قيل في هذا المجال، وما عمل عليه غير من دراسات، كي لا تكون أعماله تكرار لمكررات، ولا إعادة لما قام به غيره، ومضيعة للوقت وللجهود.
وهو في هذا البحث والتحري يبوب ما حصّل عليه، ونسق ما اطلع عليه، حتى إذا جمعها وبوبها ونسقها، يعيد الكرة عليها، ويحاول الإشارة إلى تعارض بعضها البعض، أو تقارب الآراء المشابهة أو النتائج والإحصاءات الداعمة، ويجعلها متدرجة من العام إلى الخاص، والكلي إلى الجزئي، حسب الأبواب والفصول، والأقسام والعناوين، التي قدمها في خطة بحثه مع الزيادات والإضافات، والمستجدات التي توصل إليها أثناء البحث، وكما أشرنا إليه سابقاً يستعين بالأستاذ المشرف خطوة بخطوة، كي لا يفوته شيء أو لا ينحرف عن المنهج الصحيح، ولا ينحرم عن التوجيه الحكيم.
وفي النهاية وبعد الطبع والتصحيح، يقدمه للأستاذ المشرف، ليقدمه الأخير بعد تأييده إلى قسم الدراسات العليا للمناقشة.
الأعمال المطلوبة في مرحلة الدكتوراه (PhD)
هذه المرحلة هي مرحلة النضج والطبخ والبناء وهي مرحلة تختلف أيضاً عن سابقتها فهما يشتركان في البحث والتحقيق والفرز والتبويب ولكن يختلف الأخير عن الأول في الخلاقية والمهارة الذهنية، والكفاءة الذاتية، وقدرة الاستنباط، وقوة التحليل والتعليل.
فكما إن الطباخ الماهر يستعمل نفس المواد الأولية التي يستعملها زميلة في إعداد الطعام ولكن يتلذذ الأكل من طعامه ويستسيغ ذلك ويتسابق لنيله، ترى الآخر، لا طعم لطبخه ولا لذة، ولا يستفاد منه إلا مَن غلب عليه الاضطرار، والحالة نفسها في المعمار الذي يستعمل نفس المعدات ويستفاد من نفس المواد ولكن بذوقه ومهارته الفنية وتصاميمه المبتكرة يقدم نتاجاً رائعاً يتلذذ منه الناظر ويرتاح إليه النفس ويستفاد منه المستثمر.
الحالة نفسها في إعداد رسالة الدكتوراه فمن كان حاداً في ذهنه، دقيقاً في تفكيره، عميقاً في بحثه، واسعاً في دائرة تحقيقه، بعيداً في احتمالاته، مثابراً على استقراءه، جاداً في تتبعه، متسلسلاً في كتاباته، قوياً في برهانه، موثقاً للدليل في نقله، وما إلى ذلك، تكون رسالته مريحة لأستاذه شيقة لمناقشه ، ممتازة في الدرجة التي تمنح لها ورائعة للمستفيد منها.
ولكن هذه الصفات بعضها ذاتية، وقسم منها إكتسابية، يمكن الحصول عليها بالمثابرة وسهر الليالي والعمل الجاد. ولهذا السبب من كان مجتهداً في عمله الاكتسابي، ولكن مواهبه الفطرية لا تعينه يضطر الاكتفاء بمرحلة الـ (MPhil) ولكن من اجتمعت فيه المواهب الذاتية وكان مجتهداً في أعماله الإكتسابية يتمكن الاستمرار حتى الوصول إلى المرحلة المرموقة وينال درجة الدكتوراه.
أما الذي لا يمتلك هذا ولا ينقاد لذاك فمن الخطأ الفاحش أن يُقدم على هذه المرحلة من الدراسة لأنها مضيعة لوقته ومشكلة كبيرة للجامعة التي يسجل فيها.
الفرق بين تأليف الكتاب وإعداد البحث:
من المشاكل المهمة التي نواجهها في تقييم رسائل الدكتوراه أو حتى الـ (MPhil)هو الخلط بين أسلوب ومنهجية كتابة بحث علمي أكاديمي، وتأليف كتاب علمي أو أدبي أو فني، وذلك يعود إلى عدم التشخيص الدقيق بين الاثنين، حتى بعد تقديم (خلاصة البحث أو منهج البحث) الذي يقدمه الطالب.
منهج كتابة البحث يرتكز على عدم وضع ثوابت في الذهن للتأثر بها، بل التجرد الكامل من جميع الخلفيات والرواسب، وقبل الدخول في أي بحث أو باب أو فصل، على الباحث التشكيك في مصداقية كل شيء، إلا ما تمكن من إثباته في بحثه الذي بين يديه، وتوصل إلى حقيقته بقناعة، ويتمكن أن يُقنع به أي إنسان عالم أو جاهل.
أما التأليف أو كتابة كتاب فهو على العكس تماماً، يحاول فيه المؤلف بيان وتوضيح واثبات مـا يقتنع بـه ومـا تخمر في ذهنه من آراء وملاحظات ومشاهدات، والتأليف بينها وبين ما كتبه الآخرون، من الآراء المؤيدة، أو الداعمة لرأيه ومعتقده، وهذا هو بحد ذاته جهد مشكور مهم ومفيد ولكن طبيعته تختلف عن طبيعة وتكوين إعداد بحث الدكتوراه.
بهذه المناسبة يجب الإشارة إلى نقطة جوهرية حيوية مطروحة على بساط البحث في جميع الجامعات والمعاهد العليا وهي:
في حالة التعارض في البحث العلمي الأكاديمي، بين النتائج الحاصلة والحقائق النسبية التي يتوصل إليها الباحث، وبين المعتقدات والرواسب التي يعتقد بها الطالب، أو يعتقد به الأستاذ المشرف، أو الأساتذة المناقشين والممتحنين، سؤال يطرح نفسه: لأيهما حق الأولوية والحاكمية ! 1 | هل الأولوية لما توصل إليه البحث العلمي الأكاديمي من النتائج بعد المناقشة والبحث والتمحيق ؟! | 2 | أم الأولوية لما يؤمن به الباحث أو ما يؤمن به الأستاذ المشرف أو المناقش أو الممتحن، أو الجهة التي تنتمي إليها الجامعة. |
الجواب: في حالة التعارض بين النتائج التي توصل إليه البحث العلمي الأكاديمي، مع الرواسب التي يعتقد بها الباحث والأستاذ المشرف ومن لحقهم.
إن قلنا بأن الأولوية للبحث الأكاديمي ونتائجه، تقوم القيامة. وحتى لو نجح الطالب في دراسته، سوف يكون كبش الفداء.
وإن قلنا بأن الأولوية للرواسب الفكرية والمعتقدات، كان بحثنا هذا لغواً، زائداً لا قيمة له، وإضاعة للوقت والمال والجهود، ونبقي على جهلنا وظلالنا.
ومع الأسف الشديد، نلاحظ في الجامعات العالمية شرقية أم غربية، كل منها تتبنى منهجاً معيناً أو عقيدة معلنة، أو مذهباً خاصاً، إذا خالف الطالب في رسالته وفي نتائج بحثه، هذا المنهج أو هذه العقيدة أو المذهب، فلا تقبل رسالته وترفض أطروحته. وان كانوا جميعاً يقولون ويعلنون أن الأصالة في المنهج الأكاديمي والتحقيقي، ولكن مع مزيد الأسف، الممارسة غير الواقع الذي يدعوه. والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى، إلا ما شذ وندر كما هي الحالة في الدراسات التكنولوجية والفنية، وسبب ذلك، أولاً عدم وجود تبني للفكر التكنولوجي ثانياً ارتباط البحوث التكنولوجية بالنتائج الاقتصادية، والمداخيل المالية التي تتقدم على العقيدة.
أما نحن في الجامعة الإسلامية، فقد اخترنا لأنفسنا المنهج القرآني المتمثل بالآية الكريمة (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب) (سورة الزمر، الآية: 18)
هذا المنهج، الذي يركز على استماع القول، أي البحث العلمي الأكاديمي المجرد، والاستماع إلى الجميع ومعرفة جميع الأدلة، وثم انتخاب أفضلها وأحسنها، يعني عدم إمكانية التعارض الذي أشرنا إليه، بل انتخاب الأفضل، وان قيل أن المشكلة في انتخاب الأفضل، لعدم التمكن من التشخيص، نقول أن الآية الأخرى تقول ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) (سورة العنكبوت، الآية: 69) لام العهد في لنهدينهم، ضمان قطعي لمعرفة الأفضل.
وبهذا المنهج نتمكن أن نقول بأننا بكل ثقة وشهامة وجرأة نتحدى جميع الأديان والمعتقدات والأيديولوجيات والمحافل العلمية والبحوث الأكاديمية. وأن منهجنا العلمي في رسائل الدكتوراه والبحوث، يختلف عن الآخرين فما توصل إليه الباحث في بحثه العلمي، (طبيعي حسب الأصول الصحيحة) هو نفس ما يجب الاعتقاد به، ففي هذا تطابق تام بين ما توصل إليه في بحثه وبين ما يجب الاعتقاد به لان الله تبارك وتعالى يقول ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله ) فالهداية منحصرة باستماع القول واتباع أحسنه، وهذا معناه تطابق الاعتقاد مع نتائج التحري والتحقيق، ولكن مع مزيد الأسف، نلاحظ كثيراً من المعاهد والجامعات العلمية الإسلامية مع التزامها بمنهج القرآن لا تأخذ هذا المنهج القرآني بنظر الاعتبار، وربما قدموا الرواسب الذهنية على البحث والتحري والتحقيق. ولكنا بالعناية الإلهية في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية نعتقد ونلتزم بهذا المنهج ونسير عليه. | |
|
abouhamida
عدد الرسائل : 346 السٌّمعَة : 0 نقاط التميز : 22 تاريخ التسجيل : 07/07/2008
| موضوع: رد: الدراسات العليا في الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية الخميس سبتمبر 18 2008, 15:43 | |
| القسم الثالث الإشراف على البحوث والرسائل:
كما أشرنا فيما سبق أن الميزة الأساسية في البحوث ورسائل الدكتوراه هي، إعدادها من قبل إنسان فاضل خبير مهتم بهذا البحث، متحمس لحل مشاكله وتقديم حلول مفيدة لموضوع وما لكن أن لم يخضع ذلك للتنقية والتنقيح والمناقشة والمناظرة لم يكن كاملاً، لذا فان الميزة الأساسية في رسائل الدكتوراه خضوعها إلى التنقية والتنقيح والإرشاد والتوجيه وأول مراحلها عملية الإشراف الذي يخضع له الطالب من قبل أستاذ خبير في موضوعه، دقيق في نظره، سبق أن خاض عباب هذا البحر المتلاطم، وعرف كيف ينجو منه بسلام، فينقل تجربته هذه للطالب ويرشده إلى المصادر اللازمة للاطلاع عليها والكتب والدوريات والمجلات التي يجب أن يرجع إليها ويعينه في هدايته إلى المكتبات التي تضمها، وفي الحال الحاضر فيجب إرشاد الطالب إلى مراكز التحقيق والتفحص على شبكة المعلومات (الإنترنت) وكذلك اعطاء أسماء الأقراص المدمجة (CD) التي تجمع الموضوعات المتعلقة ببحثه هذا بالإضافة إلى تنسيق فهرست بحثه من حيث التبويب والتصنيف والتقسيم والانتماء، كي لا يشرد عن موضوع بحثه أو يغفل عن بحث يجب الدخول فيه، بل تكون الأبواب والفصول والأقسام والملاحظات متسلسلة تسلسلاً رصيناً ترتبط بالبحث لينجذب اليه الأستاذ والمستفيد كما على المشرف أن يذكر الطالب بما فاته من بحث كُتب وما يجب عليه القيام به من تحر وتنقيب أو ما يجب عليه العمل به على الساحة التطبيقية من رصد لما حدث وجمع لما يجب إعداده من الإحصاءات والبيانات وكذلك على الأستاذ المشرف أن يعين الطالب في تحليله للقضايا وتجزئته للأحداث ومناقشته في الأدلة وتوجيهه في النقد وتذكيره للاحتمالات حتى لا يفوته شيء ولا يغفل عن صغيرة ولا كبيرة.
وعلى الطالب أن يناقش المشرف بكل حرية وجرأة فإذا كان دليله أقوى الزم الأستاذ به وإذا كان الشك لا يزال يساوره يمعن في البحث مع الأستاذ حتى يزول عنه الشك وإذا لم يصل إلى النتيجة يطلب الطالب من أستاذه لان يرشده إلى خبير في هذا الموضوع أو مجتهد في هذا الأمر المشكوك فيه ليستعين برأيه.
فإذا استوى الطالب الباحث عوده، وتمكن الأستاذ من أن يوصل هذا الطالب إلى مرحلة المناقشة، ويطلب من الجامعة عقد جلسة المناقشة أن كان لمرحلة الـ MPhilأو الدكتوراه مع التوصية وبيان رأيه وملاحظاته.
أما علاقات واتصالات الطالب بالمشرف فإنها تقسم بفضل التقدم التقني والتكنولوجي وشبكات الاتصالات الإلكترونية والكمبيوتر والإنترنت إلى حالتين:
الحالة الأولى:
حينما يكون الأستاذ المشرف في بلد الطالب، وهي الحالة العادية المتعارف عليها في جميع الجامعات قديماً وحديثاً. في هذه الحالة يكون الطالب على اتصال دائم مع المشرف، أسبوعياً أو على الأقل كل أسبوعين مرة أو عندما تقتضي الحاجة ويتبادلان وجهات النظر في تقدم البحث كما أشرنا إليه. الحالة الثانية: حينما يكون الأستاذ المشرف في بلد آخر غير بلد الطالب. هذه هي حالة متطورة ومتقدمة بفضل التقدم التكنولوجي ابتدأنا بها بإحداث شبكة واسعة من الأساتذة المؤهلين للإشراف في الجامعات الفعلية المهمة في العالم كجامعة هارفرد وماكجيل والسوربون ونورينبرغ إلى الجامعات الأخرى في العالم الإسلامي. في هذه الحالة يكون الطالب في إعداده لرسالته على اتصال دائم مع الأستاذ المشرف عبر الإنترنت أو الحديث المباشر ضمن شبكات الاتصالات الأخرى، ولكن مع ذلك يجب على الطلاب مقابلة الأستاذ مرتين بالسنة وفي كل مرة لا تقل عن أسبوعين للمقابلة الحضورية والتحدث المباشر بينه وبين المشرف وجهاً لوجه. منهجـية البحث المنهج هو الخط والطريق الذي يجب الحركة فيه، والمسيرة هي المسلك الذي يجب أن يتبعه السالك للوصول إلى هدفه، فكما أن الوصول لكل هدف وغاية، يحتاج إلى منهج، ومسلك، للبحث منهجيته وسلوكه، فإذا سار الباحث على هذا المنهج، وصل إلى الغاية والهدف، ولكن إذا حاد عنه وضل الطريق، لاشك في انه لا يصل إلى ما يصبو إليه. ومع الأسف الشديد نشاهد في كثير من البحوث والمناقشات يخرج الباحث عن المنهج الصحيح فتراه يحيد عن الطريق، ويصل إلى متاهات هو في غنى عنها، أو يتوصل إلى أخطاء يتصورها صحيحة، أو إلى أغلاط يعطيها الحجية، ولهذا السبب نؤكد ونقول، بما أن الفرد غير معصوم عن الزلات والكبوات، مهما بلغ شأنه، وتعالت مرتبته العلمية والدراسية، لذا يجب أن يُراقب ويصحح بواسطة الأستاذ المشرف وحتى المشرف، يُحتمل فيه الغفلة والاشتباه ولذا يجب أن يصحح البحث بالمناقشة والامتحان. منهج البحث ينقسم إلى ثلاثة أقسام أساسية وهي الركائز التي يرتكز عليها البحث. القسم الأول: المقدمة والتمهيد - في المقدمة والتمهيد يجب أن يبين الباحث الأسباب والعوامل والموجبات التي أدت إلى اختيار البحث، وأهميته وضرورة البحث فيه، وطبيعته والمعوقات والمشاكل التي تعتريه في بحثه، أو تدور حول البحث، وهل أن البحث جديد في نوعه أو سبقه أحد قبله في معالجة هذا الموضوع، وهل بقيت نقاط غامضة فيه، أو يمكن إغنائه بجديد لم يذكر من قبل، والاهم من كل ذلك الهدف الذي يريد أن يصل إليه، أو الحل الذي يتوقعه، أو الجديد الذي يحتمل الوصول إليه. كما يجب الإشارة إلى نقطة هامة لاحظناها في معظم المقدمات التي قدمها الطلاب في بحوثهم، وهي الإشارة إلى سبب وعلة انتخاب البحث الذي اختاره الطالب، فالكثيرون يعزون السبب إلى اهتمامهم بهذا البحث، غافلين عن أن العامل هذا يعني إشباع رغبة الباحث الفردية، وليس الاهتمام بالمصلحة العامة، وقد بينا في البند الثاني من هذا المقال (الهدف من الدراسات العليا) هو المحاولة في حل مشكلة قائمة أو خلاف يهم الجميع أو معرفة الطرق الخطرة التي تهدد سلامة المجتمع أو تقديم حلول ومساطر وقوانين وطرق لكيفية استغلال الطاقات الكامنة والقوى الخفية التي يمكن تنظيمها للوصول إلى مراحل أعلى في سلم الحضارة البشرية، مادية كانت أم معنوية، هذه الأسباب هي التي تسبب الاهتمام، ولكن مردودها للناس اجمع، بينما الاهتمام الفردي إشباع للغريزة الذاتية ومردوده شخصي قبل أن يكون جماعي. هذه المقدمة تعطي فكرة واضحة وكاملة للمستفيد والقارئ بصورة ملخصة، عن المدخل والمخرج، والهدف، والغاية، والمعوقات والصعوبات، والثمرة المرجوة قطفها، أو المشكلة التي يرجو الباحث الخلاص منها. القسم الثاني: هيكلية البحث وقوامه - بعدما يبين الباحث، العلة في انتخاب موضوع البحث، والهدف المرجو منه، يأتي دور استعراض مكوناته، وجذوره، وأصوله، وفروعه، ومسائله، مفصلاً ذلك بأسلوب علمي لا يمل القارئ منه، مركزاً على النقاط الأساسية بعبارات أو إشارات لا تخل بالمعاني والمقاصد. كما عليه أن يبتدأ من العام إلى الخاص محاولاً تضيق دائرة البحث إلى أن يصل إلى المركز، وهي النقطة التي تكون فيها النتيجة، ففي المواضيع الرئيسية يباشر بـ(الكتاب أو الباب) وينتقل إلى (الفصل) في القضايا التي تنظم تحت هذا الباب وثم ينتقل إلى (المبحث) في الفروع التي تدخل في هذا الفصل وبعده يحاول تحليل (المسائل) المتعلقة بهذا البحث ولا يغفل عن (الفقرات) المتعلقة بهذه المسائل، على أن يكون التسلسل مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بعضه ببعض وأن يباشر من الثوابت المتفقة عليها لدى الجميع أو على الأقل من نقاط الوفاق بين أطراف النـزاع، ويباشر المسيرة على الخط الرئيس للانطلاق، فإذا وصل إلى مفترق الطريق، توقف بتأن ودقة، دارساً مكونات كل منها، محللاً أخطارها وأخطاءها، محاسنها ومساويها، خيرها وشرها، فإذا اطمئن لسلامة إحداها وتيقن من صحة سلوكها، سلكها، وما يتوصل إليه من قناعة وبرهان، يعده من الثوابت التي يمكن فرضها في تقييم المفترق الذي يلي المفترق الأول، وهلم جرا حتى يصل إلى الهدف الذي فرضه لنفسه وبينه في مقدمته. القسم الثالث: الخاتمة والخلاصة والنتيجة - هذه الكلمات الثلاثة وان كانت تختلف في معانيها اللغوية، ولكنها تشترك في نهاية البحث، أن الخاتمة التي يختم بها الطالب بحثه، هي الخلاصة لما فصل فيه في المتن، وأسهب فيه في الشرح، فيحاول أن يصل فيها الباحث إلى النتيجة من بحثه، والجديد الذي خرج به، والفائدة التي توصل إليها، ليقدمها إلى القارئ والمستفيد، وتكون الوثيقة العلمية للمكتبة الأكاديمية العلمية أو الإسلامية. وفي هذه النتيجة، يجب أيضاً دقة النظر وحسن انتخاب الألفاظ والتعبير الصحيح، بحيث لا يلتبس على المستفيد معانيها، ولا يتشابه في العبارات، المراد منها فتتناقض مع تفاصل المتن، وتعابير أو مصطلحات الشرح التي كانت في الرسالة. كما أن التوثيق والرجوع إلى المصادر الأصلية، وذكر المراجع، أمر مهم جداً في إعداد البحث، فالتوثيق يجب أن يكون مشتملاً على ذكر اسم المؤلف، واسم الكتاب، والوثيقة التي يشير إليها، أو يقتبس منها، مع ذكر جميع التفاصيل من ذكر الصفحة، وطبعة الكتاب، بحيث يسهل على مَن أراد الاطمئنان على صحة المصدر، الرجوع إليه بسهولة ويسر. كما يجب الإشارة في البحث، إلى ما هو اقتباس أو نقل حرفي، وفرز المنقول، عن كلام الباحث نفسه، والاعتماد على المصادر الأصلية، وليست التي نقلت من الأصل. أما الفهرست، وترتيب الهوامش، أو إضافة الملاحق، أو الاستفادة من الجداول والرسوم البيانية، فلها تقنياتها المذكورة في كتب أصول البحث، ومناهجه، مما يجب الرجوع إليها والاستفادة منها قبل إعداد البحث. صفات الباحث والتزاماته في بحثه: صفات الباحث في إعداد البحث والتنقيب، والقناعة بشيء أو تبني رأي، أو الدفاع عن حقيقة علمية توصل إليها، كصفات الحاكم النزيه المخلص في إصدار حكمه، فمن النقاط الحساسة جداً، هو التزام الباحث بالتجرد المطلق وعدم الانحياز إلى رواسب متعلقة في ذهنه، أو محاولة إثبات موضوع يتبناه أو من البداية فرض قضية يختلف فيه الآخرون، فمثل هذا البحث لا يعد بحثاً علمياً أكاديمياً، إنما يعد دفعاً عن معتقد اعتقده شخصياً، أو مذهب يدين به في حياته. ومع مزيد الأسف هذا ما لاحظناه في كثير من البحوث والرسائل التي قدمها أو يقدمها الطلاب، إذ يقول في مقدمته مثلاً (أريد أن اثبت في بحثي هذا ان الإسلام هو صاحب الرأي الأصح في القضية الفلانية) أو يقول مثلاً (أن الديمقراطية لاشك من أنها المنهج السياسي الصحيح وعليه كذا وكذا)، كل كلام من هذا النوع لا يسمى بحثاً أو تحقيقاً، فلو فرض المحقق الجنائي بأن المتهم مدان، أو برئ لا يمكن أن يكون تحقيقه سليماً صحيحاً، وإذا فرض الحاكم على المتهم الإدانة قبل محاكمته لا يسمى قضائه عادلاً أو رأيه مقبولاً. الحالة نفسها في الباحث، فلا يجوز له فرض قضية قطعية ثابتة، إلا إذا سبق واثبت قطعيته، ولكن مع الأسف الشديد، معظم طلاب الدراسات العليا يغفلون عن هذه الحقيقة، ومن البداية يفرض لنفسه ثوابت ينكرها الآخرون، أو يعتبر قضية قطعية، لا يشاركه فيه الكثيرون، ولذا يجب أن يتجرد الطالب عن كل الرواسب المتعلقة بذهنه، ويضع علامة استفهام أمام جميع المواضيع والقضايا والشؤون التي تمت بصلة إلى بحثه، ويحللها ويناقشها و.. وكما أشرنا إليه فيما سبق. كما يجب عليه الإخلاص التام في عمله العلمي هذا، ويكون أميناً في نقله بدقة، وكمال وتمام فلا ينسب لقائل، قولاً ناقصاً أو ينقل جزئاً من كلامه فينقل عنه (لا إله) ويترك قسمه الثاني (إلا الله) وما إلى ذلك. والصدق ركن أساسي في الباحث، فلو كذب في كلام أو مقال أو نقل أو تصحيف ، كان اثمه غير الذي يصدر عن عامة الناس، والصراحة ضرورية في البحث والقول فـ(الساكت عن الحق شيطان اخرس)، ويوضح البيان كي لا يحصل الالتباس. أما الأخلاقية فهي صفة إنسانية يجب أن يلتزم بها الباحث، فلا يجوز السب والقذف وحتى الكلام الركيك فانه منهي عنه تماماً ) وجادلهم بالتي هي أحسن ( حتى لو خالفه الآخر في رأيه وعقيدته، (فلكل رأي وكل رأي محترم). شروط البحث: للبحث العلمي الأكاديمي وحتى الفطري الوجداني شروط نذكر منها أربعة على سبيل المثال لا الحصر. الشروط الأول: ترك التعصب وهو عدم اعتبار الرواسب الذهنية التي لقن بها ثوابت بل التشكيك فيما اكتسبه من معلومات ووضع علامة استفهام أمامها وعدم اعتبارها من المسلمات أو الثوابت قبل إثباتها عقلاً أو نقلاً بدليل وبرهان. الشروط الثاني: عدم التأثر بعين الرضى وعين السخط. فعين الرضا عن كل عيب كليلة وعين ذوي الأحقاد تبدي المساويا أي، عدم التصديق الأعمى بقول من يحب، واعتبار جميع أقوله صحيحة ثابتة، لأنه من الممكن أن يكون على خطأ أو سهو أو اشتباه والحب يضع غشاوة على العين والسمع والفهم فيرى المحب الحقائق بصورة غير صورها الواقعية. والعكس فيمن يحقد عليه فالحاقد يحكم على غريمه بالكذب وأن صدق وينسب إليه الأغراض والمقاصد المختلفة وأن كان محقاً في قوله مخلصاً في فعلته، لذا يجب على الباحث أن يتجنب هذا الحب والبعض في حكمه وقضاءه العلمي الأكاديمي. الشرط الثالث: اجتناب الهوى والميول - قال الله تبارك وتعالى ) ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها ( فالهوى والميول الشخصية وان كانت من القضايا الفطرية الذاتية في الإنسان ولكن لا تعد من فضائلها وتدخل إطار (فجورها) لذا لا يجوز لمن يبحث عن معرفة الحقيقة أن يتبع ميوله وأهوائه فإنها تحيده عن الصواب وتبعده عن المعرفة الصحيحة. الشرط الرابع: استمرار المسيرة إلى النهاية - لاشك من أن العلم الناقص أسوأ بكثير من عدم العلم، والمعرفة التامة هي الوسيلة للوصول إلى الحقيقة، فمن سار نصف المسيرة، أو جزئها، أو أكثر منها، يتصور أن الذي توصل إليه هو الواقع الصحيح، بينما - وطالما - يكون قد توقف على الخطأ القطعي ، ولذا يجب على الباحث أن يتحرك كعقربة المغناطيس في جميع الزوايا والاتجاهات بين هذا وذاك، ينقل الدليل والادعاء بين جميع الأطراف حتى إذا استقر على اتجاه واحد عرف انه بذل غاية جهده للوصول إلى الرأي الصحيح. مهمة قسم الدراسات العليا ومراحل المتابعة والتقييم: يقوم قسم الدراسات العليا في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في مراحل الدراسات العليا والدكتوراه بمتابعة وتقيم عمل الطالب ورسالته التي يعمل عليها بما يلي: طبع الرسالة: لا تسمح الجـامعة بطبع أو نـشر الرسـالـة التي يعدهـا الطالب إن كانت في مرحلة الـ(MPhil) أو مرحلة الدكتوراه، وكما هي رسالة لنيل شهادة ماجستير فلسفة أو دكتوراه ضمن البرنامج الدراسي المقرر في الجامعة للدراسات العليا، أو الإشارة إلى اسم الجامعة أو اسم الأستاذ المشرف، إلا بموافقة خطية من الجامعة. وتحت طائلة المسؤولية القانونية والشرعية والعرفية. لأننا لاحظنا أن بعض الرسائل قد تم طبعها وهي لا تزال غير مصححة ولم تجر عليها التعديلات التي طلبتها الجامعة ولم تتمتع بالمواصفات التي أشرنا إليها بالنسبة للتوثيق والحجية. وهكذا نلاحظ أن الموضوع المطروح لرسالة الدكتوراه يجب أن يكون وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين | |
|
abouhamida
عدد الرسائل : 346 السٌّمعَة : 0 نقاط التميز : 22 تاريخ التسجيل : 07/07/2008
| موضوع: رد: الدراسات العليا في الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية الخميس سبتمبر 18 2008, 15:48 | |
| لمزيد من المعلومات اتصل بالموقع http://www.kolieh.com/Arabic.php | |
|
ADMIN المدير العام
عدد الرسائل : 466 العمر : 38 الموقع : www.medabih.yoo7.com العمل/الترفيه : electronic المزاج : bienne السٌّمعَة : 0 نقاط التميز : 86 تاريخ التسجيل : 18/06/2008
| موضوع: رد: الدراسات العليا في الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية الخميس سبتمبر 18 2008, 20:35 | |
| | |
|