Cool ------ بمناسبة الذكرى المزدوجة نقدم نبذة عن حياة المجاهد الفذ
العيورات عبد الله
(الاسم الثوري سي بن الطيب )
1922/2015
1 ــ المولد و النشأة :
خلال سنة 1922 م ولد المجاهد" العيورات عبد الله بن الطيب بن علي بن السايح " بضاية بن ضحوة حيث ترعرع في أحضان عائلة بسيطة مكونة من ثمانية أفراد كان "سي عبد الله " أصغرهم ولقد انتقلت العائلة للعيش في غارداية المدينة وهو في سن العاشرة علما أن الظروف القاسية التي مرت بها عائلته حرمته من دخول المدرسة ومزاولة تعليمه فلقد كان رحمه الله محبا لوالده الكبير في السن مطيعا له وتحمل أعباء الحياة ، و متطلبات البيت رغم صغر سنه .
عاش متنقلا بين جل ولايات الوطن عاملا نشيطا متحديا للمتاعب وقسوة الظروف وقد عرف عن "السي عبد الله" بأنه الرجل الشجاع المقدام الغيور قوي الذاكرة محبا لعرشه ووطنه قنوع لا يهمه بذخ الدنيا ورفاهيتها .
2ــ العمل الثوري :
لم يعمل" السي عبد الله " أبدا في الحراك السياسي فلم تتوفر فيه منذ البداية علامات الرجل السياسي فلقد كان رجلا مندفعا كارها وكافرا بالمستعمر والتعامل معه وهذا ما جعله لا يفوت فرصة للتلاسن مع العساكر وسلطات المستعمر أحيانا والتشابك معهم أحيانا أخرى ، ولهذا كله سجن "السي عبد الله "مرات عديدة في غيابات سجون المستعمر ولقد حول في آخر مرة لسجن البرواقية سنة 1953 وعند اندلاع ثورة التحرير خطط هو وزملاءه خطة للهروب والالتحاق بجيش التحرير فأفتعل شجارا كبيرا داخل إحدى عنابر المعتقل انتهى بتدخل حراس السجن وبخطة محكمة تمكن سي عبد الله وزملائه من هؤلاء الحراس و افتكوا أسلحتهم .ومباشرة التحقت المجموعة الهاربة من سجن البرواقية والمزودة بالأسلحة إلى صفوف جيش التحرير الوطني .
وكانت بداية العمل الثوري" لسي عبد الله " والدي أصبح اسمه الثوري فيما بعد ب (سي بن الطيب ) بعد مدة التدريب عمل "السي بن الطيب" في الشرق الجزائري وصولا إلى الحدود الجزائرية التونسية وهناك التقى وتعرف بصفة شخصية على الكثير من قيادات الثورة وأبرزهم ـ الرئيس هواري بومدين ـالذي نسج معه علاقة وطيدة طوال السنين اللاحقة ، ولقد شارك" السي بن الطيب " في العديد من البطولات التي تجسدت في أكثر من 155عملية مسجلة في جل ولايات الشرق كسوق أهراس , تبسه و غيرها من المناطق الشرقية.
3-بعد الاستقلال
واصل" السي بن الطيب" عمله بالجيش الوطني الشعبي بعد الاستقلال و إلى غاية منتصف السبعينيات ولقد انقسم عمله بين ولايتي بشار والبليدة ورغم حنكته وشجاعته إلا أن عدم تحصله على مستوى علمي كان عائقا له رحمه الله لترقيته ولكن لم يكن مانعا أبدا لنيله شرف قيادة المهمات الحاسمة و المميزة كقيادته لمهمة نزع الألغام بخط موريس وغيرها من المهام .
وهكذا كانت حياة "السي بن الطيب " كلها وطنية ووفاء للوطن ورغم كل بطولاته وانجازاته إلا انه كان الرجل البسيط المتواضع كثير الصمت فعاش زعيما وتوفاه الله كريما في ليلة السابع و العشرين من رمضان 1436 هجري الموافق ل 13 جويلية 2015 ميلادي.

* تغمد الله روحه برحمته الواسعة و اسكنه فسيح جناته *