سيرة مختصرة للعلامة سيدي امبارك المذبوحي
مولده ونشأته : ولد سيدي امبارك بن سيدي عبدالرحمان المذبوحي الادريسي سنة890هـ في منطقة صفيصفه الواقعة في الجنوب الغربي الجزائري ،في أحضان أسرة شرف وعلم وزهد وصلاح . فأبوه سيدي عبد الرحمان بن عمران ينتمي إلى قبيلة مشهورة في البلاد بالعلم والصلاح ، هي قبيلة المذابيح الادارسه ترجع في نسبها إلى احفاد السلطان علي الثاني ابن عمر بن ادريس الاصغر ابن ادريس الاكبر . أما أمه فترجع في نسبها إلى أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه . توفي والده سيدي عبد الرحمان وهو في طريق عودته من الحج ولما يبلغ الفطام فاعتنت والدته بتربيته وتعليمه ، بدأ تعليمه على يد عمه سيدي علي بن عمران ،
وأظهر نبوغا نادرا وقدرة متميزة على الحفظ . حفظ القرآن مبكرا وأتقنه وجوده قبل بلوغ الحلم .
رحلته إلى المغرب : بعد أن استكمل سيدي امبارك العلوم الموجودة في البلد تاقت نفسه للمزيد , فشد الرحال بهمة عالية إلى المغرب راكبا المخاطر وقاطعا للفيافي والصحارى الشاسعة ليروى عطشه ويشبع نهمه للعلم وكأنه يستحضر الحديث الشريف :" منهومان لا يشبعان : طالب مال وطالب علم". تسلح الشيخ بالعزيمة والصبر و اعتمد الشيخ في رحلته على الجمال كوسيلة نقل وتحمل صعابا كثيرة من قلة ماء و كثرة المخاطر في الطريق بين صحراء الجزائر والمغرب. وعندما وصل إلى مراكش ,جنوب المغرب,كتب رسالة إلى أهله "أوجز فيها ما تعرض له من مخاطر في الطريق لكنه ضمنها من المعاني ما يدل على علو الهمة وتصميم على طلب المنشود مهما كلفه ذلك. وبين سيدي امبارك فى رسالته ان الصبر فى البداية ظفر فى النهاية , قضى الشيخ عدة سنوات فى المغرب ينهل من العلم و صحب أكابر العلماء فيها في ذلك التاريخ..
عودته إلى الوطن : بعد أن قضى الشيخ حوالي عشرين سنة فى طلب العلم بالمغرب , , استهل رحلة الإياب إلى وطنه يحركه شوق أحر من الجمر بعد طول غياب. لكن كما يقول المثل العامي قديمافي الجزائر الرجل إذا غاب لا يسأل عن طول مكثه إنما عن ثمرة غيابه". عاد إلى وطنه بعد رحلة مباركة مثمرة علما وجهادا وطاعة. عاد الشيخ إلى مدينته ليبدأ مرحلة جديدة من حياته ملؤها العطاء والجد . يبث العلم و يربى المريدين و يصلح شؤون البلاد والعباد ويجاهد لإعلاء كلمة الله ونشر شرعه.
أسس الشيخ سيدي امبارك المذبوحي مدرسة في مدينته ما لبثت ان أصبحت قبلة المتعطشين للعلم من جميع مناطق البلاد , فتخرج فيها الجيل بعد الجيل من العلماء الذين نشروا العلم والمعرفة و رفعوا لواء الدين حيثما توجهوا..
: كان سيدي امبارك المذبوحي رحمه الله زاهدا في الدنيا لا يعجبه شيء منها ولا يهتم بها . يقول عنه ابنه سليمان في مخطوطه عن ابيه : رحمه الله عليه لا يحب شيئا من الدنيا سوى الكتب فانه يحبها حبا جما. وكان رحمه الله معلق القلب بالمساجد, يعبد الله آناء الليل وأطراف النهار,كان مواظبا على تلاوة القرءان و كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر, يداوم على النوافل كلها و لا يفعل خيرا و يتركه بعد ذلك. كان يغلب عليه الخوف من الله تعالى فلم يره أحد ضاحكا قط , لكنه كان يتبسم و يقول القهقهة محرمة عند الصوفية مكروهة عند الفقهاء
بعدها انتقل مع اهله واولاده وابناء اعمامه الى منطقة اجداده للعيش فيها بلدة بريان وغاردايه
استقرى فيها بحضن اعمامه المذابيح الموجودين بكثره من قبل وعاش فيها اماما ومرشدا كان له اثر كبير في تنوير المجتمع المذبوحي وظل لاكثر من 12سنة يؤوم المسلمين في مسجد الحفره وتوفي عن عمر القرن وسنتين وترك رحمة الله عليه 5 اولاد سليمان وعلي عبد الرحمان عمر احمد
ودفن بمقبرة سيدي سماحي ببربوره ببريان وقبره معلوم على شكل قبه صغيره مدونه عليها اسمه رحم الله جد المذابيح الاشراف
المرجع........
نسخ لمخطوط سيدي سليمان بن سيدي امبارك
نسخ من نسب ال المذابيح
