الحاج ابراهيم أولاد ابراهيم ( فرّوجة ) رحمه الله و غفر له و أسكنه فسيح جِنانه ، في هذه الأيّام الباردة جدّا تذكرت مرحلة لن تُنسى من تاريخ حي الحفرة العتيق .
أيام كنّا نستيقظ للدّراسة مبكّرين و لا يبدأ يومنا إلاّ بالذهاب إلى دكان " عمّي ابراهيم فرّوجة " ، لشراء خبز الفطور ، فنجده فاتحا دكانه منذ الفجر جالسا قُدّام محلّه رفقة جماعة من شيوخ الحي أذكر منهم على سبيل المثال : عمّي الصادق بوحميدة ، عمّي أحمد عبد الهادي (مجلاخ ) ـ عمّي عيسى بن عمر بوحميدة ـ عمي عبد الله زرباني ..يحيطون بإناء من حديد به قليل من الجمر يحاولون استراق بعض الفء الصادر منه علّه يبعد عنهم شدّة البرد الفارس الذي لا تكاد تقاومه اجسامهم النّحيفة .
تذكّرت هذا الرّجل بعد قرابة عام من وفاته إثر الفتنة العمياء التي أصابت غارداية ، حياته كلُّها كانت في حي الحفرة شابا ، كهلا ، و شيخا إذ تجاوز من العمر 103 أعوام كاملات بحلوها و مرّها . عرفناه ملازما للمسجد حتى تاريخ وفاته ، حيويا بشوشا ، محبّا للنكتة رغم تقدّمه في العمر ، و رغم بساطته إلاّ أنّه كان محبّا لفعل الخير فقد ساهم في حفر البئر الواقعة بمقبرة أولاد بوحميدة القديمة بماله الخاص .
كان نعم الجار و نعم الأب لكل سكان الحي الذين أحبوه و أحبهم صغيرهم و كبيرهم
لمّا أُ خرج من بيته بحي الحفرة ، لم يبقى في حي الشعبة سوى ثلاثة أشهر وحسب ، و بعدها فارق الحياة مباشرة مثله مثل سمكة إذا خرجت من محيطها فارقت الحياة مباشرة .
فلا يسعنا في هذا المقام إلاّ أن ندعو اللهَ له بالمغفرة و الرّحمة و أن يبدّله الله دارا خيرا من داره و أهلا خيرا من أهله ، و أن يُسكنه فسيج جنانه . أرجو من الجميع أن يدعو الله له بالرحمة و المغفرة .
الأستاذ : ع/ أولادعبد الله .